ربما تكون شاشة الكمبيوتر هى أهم قطعة فى الجهاز، رغم أنه وللأسف يتم التقليل من قدرها فى كثير من الأحيان عند شراء جهاز كمبيوتر، فمعظم المستخدمين يظنون أن أى شاشة ستفى بالغرض، فى حين أنها هى الشىء الذى تنظر إليه طوال الوقت أثناء عملك، وكون الشاشة جيدة أو رديئة ومناسبة لاحتياجاتك أم لا هو بالتأكيد شىء يستحق منك بعض الاهتمام قبل الشراء.
شاشات الكمبيوتر عموما تصنع فى شكلين لا ثالث لهما، الشكل الأول يسمى CRT وهى تلك الشاشات الكبيرة التقليدية التى استخدمناها جميعا منذ ظهور الكمبيوتر وعلى الرغم من تراجعها مع الوقت أمام الشكل الثانى إلا أنها لا تزال تقدم أفضل مستوى من دقة الألوان، مما يجعلها خيارا جيدا لمن يعملون فى التصميم والفوتوغرافيا والفيديو وغيرها.
أما النوع الثانى من الشاشات الذى بات الأكثر رواجا اليوم فهو شاشات LCD المسطحة، وشعبية تلك الشاشات ليس فقط لأنها أخف وتأخذ حيزا أصغر، ولكن أيضا لأنها أقل استهلاكا للطاقة من شاشات CRT، كما أن أسعارها آخذة فى الهبوط لتكون فى متناول الجميع بعد أن كانت مكلفة جدا فى بداية ظهورها، وهو النوع الذى سنركز عليه فى حديثنا هنا.
وربما أكثر ما يؤخذ على شاشات LCD من سلبيات هى تقليل زاوية المشاهدة مقارنة بالنوع الأول، وهو الشىء الذى يجعل منصة الشاشة شيئا مهما جدا، فهى التى تسمح بتغيير وضعية الشاشة لتحقيق أفضل مستوى من الرؤية وتلك المنصات تتفاوت فى إمكاناتها لدرجة أن بعضها يسمح لك بإدارة الشاشة لتصبح طولية بدلا من عرضية. أما العيب الآخر فهو قلة قدرة بعض شاشات LCD على إظهار الحركة السريعة بشكل جيد وهو عيب واسع الانتشار بين تلك الشاشات.
ويقوم صانعو الشاشات بإضافة بعض المزايا لمزيد من الرواج مثل إضافة قارئ للكروت Card Readers أو مشترك لكابلات اليو إس بى USB Hubs، أو مزايا أكثر أهمية مثل إتاحة عدد أكبر من مداخل الفيديو Video Inputs.
وقبل أن تتخذ قرارك بشراء شاشة كمبيوتر جديدة عليك الإجابة عن بضعة أسئلة ستساعدك على اختيار الشاشة المناسبة:
ما الذى أفعله بجهاز الكمبيوتر؟
هذا هو السؤال الأهم، لأن إجابته ستحدد الحد الأدنى من احتياجاتك من الشاشة. فلو كنت تستخدم جهازك فقط للمهام العادية مثل تصفح الإنترنت وكتابة البريد الإلكترونى وتحرير الملفات النصية أو ملفات الجداول والبيانات، فإن معيارك الأهم سيكون حجم الشاشة ومدى احتياجك لإظهار أكثر من نافذة فى نفس الوقت أم لا.
أما لو كنت تستخدم الكمبيوتر فى التعامل مع الوسائط المتعددة مثل برامج الصوت والصور والفيديو أو لألعاب الفيديو، فإنك ستحتاج لشاشة ذات مستوى جيد فى عرض الألوان والصور والفيديو.
هل أحتاج لمداخل فيديو إضافية؟
معظم الشاشات مزودة بمدخلين على الأقل للفيديو، أحدهما للاتصال التماثلى Analog والآخر للاتصال الرقمى Digital، وهذان المدخلان يرضيان احتياجات معظم المستخدمين، بينما يحتاج البعض لمزيد من المداخل لبعض الاستخدامات الخاصة. فعلى سبيل المثال يمكنك استخدام مدخل S-Video لتوصيل مصادر الفيديو التماثلية الأنالوج مثل أجهزة الفيديو أو كاميرات الفيديو القديمة، كما تتوافر أحيانا مداخل خاصة لتوصيل مشغلات أقراص DVD أو لتوصيل أجهزة ألعاب مثل إكس بوكس وبلاى ستيشن 3 وغيرها.
هل أهتم بمشاهدة الأفلام أو الألعاب سريعة الحركة؟
هذا سؤال خادع بعض الشىء، فبغض النظر عن إجابتك فإنك بالتأكيد ستفضل شاشة سريعة الاستجابة للحركة، والشاشات الرخيصة أو القديمة كثيرا ما تكون بطيئة الاستجابة لحركة الصور بحيث تظهر الحركة مشوهة. لن يكون هذا الأمر مشكلة أثناء تحرير ملف وورد أو قراءة بريدك الإلكترونى مثلا، ولكنك ستشعر بالمشكلة أثناء لعب لعبة سريعة الحركة أو مشاهدة فيلم وغيرها.
سرعة الاستجابة للحركة تقاس بالمللى ثانية milliseconds، وكلما قل رقم المللى ثوانى كلما كان هذا أسرع فى استجابة الشاشة للحركة، فالنسبة لمحترفى الألعاب والعاملين بمونتاج الفيديو وغيرها فالأفضل لهم شاشات بسرعة استجابة 8 مللى ثانية، والحد الأقصى لشاشة سرعة استجابتها جيدة عموما هو 16 مللى ثانية، وأكثر من هذا لا ينصح به.
أى الطرازات أفضل لى، القياسى أم الشاشة العريضة؟
هذا خيار شخصى تماما، ولكن إن لم تكن تفضل شيئا بعينه فالأفضل لك هو الشاشات العريضة Wide Screen، فهى تتيح لك عرض عدد أكبر من النوافذ المتجاورة، حيث يمكنك العمل على أكثر من برنامج فى نفس الوقت، كما أن الشاشات العريضة أفضل فى عرض الأفلام عالية الجودة من أقراص دى فى دى أو بلو راى.
وهذه بعض النصائح لك قبل شراء شاشة كمبيوتر:
كن حريصا مع تلك العروض لشراء جهاز كمبيوتر كامل معه شاشة، فبينما تتضمن بعض تلك العروض شاشات جيدة، فإن الكثير منها يكون وسيلة لتصريف الشاشات الأقدم أو الأقل قدرة أو مجهولة الهوية والماركة الموجودة فى المخازن. والأفضل إن كنت تشترى كمبيوتر كامل أن تشتريه بشكل منفصل عن الشاشة، أو قم باختيار الأجزاء التى تناسبك أكثر والتفاوض مع المتجر حول السعر النهائى لها، فلا تدعهم يبيعون لك بضاعتهم الراكدة.
أما لو كنت تريد فقط شراء شاشة جديدة لجهازك، فعليك مراجعة قدرات جهازك من حيث كارت الشاشة تحديدا، فمعظم كروت الشاشة التى أنتجت فى السنوات القليلة الماضية يمكنها تشغيل شاشة حجمها 19 بوصة وربما أكبر بدون مشاكل، أما بعض كروت الشاشة القديمة فقد يكون لديها مشاكل مع الشاشات الكبيرة قياس 24 بوصة أو أكثر.
نصيحة أخيرة، لا تنشغل كثيرا بتلك الإضافات مثل وصلات يو إس بى أو السماعات الملحقة بالشاشة، فوجودها لا بأس به ولكنها ليست بتلك القيمة، فاجعل تركيزك أكثر على قدرات الشاشة ومدى مناسبتها لاحتياجك وماركتها ووجود ضمان معها، أما بالنسبة للشاشات المستعملة فتوقع أى شىء يعكر صفوك معها مقابل هذا الفارق فى السعر الذى ستوفره.